مالتوس و نظرية التطور السكاني المثيرة
من هو توماس مالتوس
توماس مالتوس باحث في علم الاقتصاد و سياسي انجليزي , عرف بنظريته التشاؤمية حول الثكاثر السكاني و عرف فكره بالمالتوسية نسبة البه,حاول من خلالها تفسير , أسباب تنامي الفقر و مشكلاته بالتزايد السريع لنمو السكاني بمعدلات تفوق نمو المحاصيل الزراعية.ولد مالتوس لعائلة ميسورة , و كان ابوه مالكا لعدت أراضي , الشيء الذي أتاح له التوفر على تعليم جيد , و الالتقاء بالعديد من مفكري عرصه في مجالات مختلفة,
كان مالتوس متأثرا بالفكر الليبرالي و مطلعا بشكل كبير
على أفكار فلاسفته، و تأثر بفأكار المدرسة الكلاسيكية في الاقتصاد ,كما كان على
صحبة مع احد كبار الفكر الكلاسيكي , و هو دافيد ريكاردو .
بعد تخرجه انتخب مالتوس زميلا في كلية المسيح بكامبردج ,
ثم بعدها عين قسيسا بالكنسية الانجليكانية .لكن هذه الأمور لم تستهوي مالتوس بثاتا
,ما جعله يتخلى عن منصبه و يتوجه الى شركة
الهند الشرقية (البريطانية) للعمل استاذا في جامعتها لتاريخ و الاقتصاد
يرى مالتوس في نظريته ان سبب في البؤس و الفقر الذي يعيشها الناس ,شيئا طبيعيا و ليست الدولة او
النظام هو المسؤول عنه , بل الطبيعة هي المسؤولة على الامر , فقد لاحظ مالتوس ان
النمو السكاني , يزداد بوتيرة اسرع من النمو الاقتصادي و الفلاحي , مما سيؤدي ,
حسب نظريته الى تزايد الاختلال , و ارتفاع معدلات الفقر و البؤس .فقد رأى مالتوس
بان عدد السكان قادر على المضاعفة كل 25 سنة ,
لكن الانتاج الزراعي يقدم بوثيرة بطيئة لا تضاهي وثيرة التقدم السكاني ,
و كون مالتوس ينتمي الى التيار الفكري الاقتصادي الليبرالي
, الذي يعتمد مبدأ العرض و الطلب , و عدم تدخل الدولة او في السوق , و تحديد الأسعار
من خلال هذا القانون الذي يستنذ الى الطبيعة في تظرهم , فبالنسبة لهم الطبيعة هي
التي تتكفل بتحديد الأسعار. فان مالتوس يرى نفس الشيء بالنسبة للاختلال الناتج عن
النمو السكاني الكبير و القلة في الموارد الفلاحية, بالنسبة لمالتوس , على الدولة
ان لا تتدخل في هذا الامر , من خلال دعماها للفئات الهشة , بل على الدولة ان
تتركهم لطبيعة , فهي ستكون كفيلة بتحقيقي التوازن ,فقد اطلق اسم الموانع الإيجابية
, على العوامل الطبيعي التي تقلل من نسبة النمو السكاني كالحروب و المجاعات و الأوبئة
و الامراض.
بالنسية لمالتوس , فان تدخل الدولة لدعم هذه الفئات و لن
يؤدي الى أي اصلاح للامر , بل سيزيد من تفاقهم. من خلال تحليله , فأنه اذا ما تدخلت
الدلولة لدعم هذه الفئات و سؤدي الامر الى
ارتفاع نسبة الولادات و النمو السكاني عند الطبقات الهشة و الفقير , و بما ان هذه الطبقات
تكون قدرتها الشرائية محدودة جدا , و لا تعتبر فئة استهلاكية , فانها سوف تضر
بالاقتصاد اكثر , عكس الطبقات الغنية , و ملك الأراضي , الذين يتوفرون على قدرة
استهلاكية مرتفعة , تخلق رواجا في السوق و تضمن حركة اقتصادية دائمة .
كما رأى انه من الضروري و ضع مجموعة من القيود الأخلاقية
للحد من الولادات , كالرفع من سن الزواج, و انه من مسؤولية كل اسرة ان لا يتعدى
عدد المواليد لديها الحد الذي يمكن ان تستطيع اعالته
لذلك اعتبر مالتوس ان ترك الفئات الفقير لمصيرها , هو
الحل الأمثل , و اعتبر الكوارث الطبيعي و المجاعات و الاوبئة , شيئا إيجابا , تخلق
الطبيعة من خلاله التوازن , و لا يجب على أي احد التدخل لإصلاح الامر .
يعتبر مالتوس واحدا من اهم الاقتصاديين
المدافعين عن الليبيرالية , و اعتمدت نظريته لمدة طويلة , اذت من خلالها الى كوارث
إنسانية , و اتخدت ذريعة للقيام بعمليات إبادة بشرية في حق العديد من الشعوب و
الفئاة المجتمعية., كما أجبرت بعض الفئاة من الفقراء و الهنود في أمريكا الى
عمليات تعقيم جماعية اجبارية و للحد من النمو الديموغرافي .و ذكر الان تشيس في كتابه (تركة مالتوس) ان 63678
الف شخص قد ثم تعقيمهم قسرا بين سنتي 1907 و 1964 في أمريكا .
وأقتبس آلان تشيس من القاضي الفيدرالي جيرهارد جيل قوله في عام 1974 في خضم قضية ترافعت فيها المحاكم لمصلحة ضحايا التعقيم القسري للفقراء: (على مدى السنوات القليلة الماضية قامت الدولة والهيئات والوكالات الفيدرالية بتعقيم ما بين مائة إلى مائة وخمسين الف شخص سنويا من متدني الدخل الفقراء)
تجدر الاشارة في النهاية الى ان مالتوس لم يعاش اوج الثورة الصناعية , و التي تمييزة بوفرة الانتاج الفلاحي , من خلال المكننة, و انتشار المصانع الكبيرة بدل الاوراش الصغيرة, اضافة الى تحديد تقنياة الزراعة , التي تمكن من استغلال الاراضي الفلاحية طيلة اشهر السنة.
كل هذه العوامل التي غفل عنها مالتوس في نظريته , كانت سببا في تغيير العديد من الافكار و المعتقادات الاقتصادية, حيث ان الاسواق اصبحت تعرف ةفرة كبيرة في العرض , مقابل قدرة شرائية محدودة لدى اغلب المواطنين الاوروبيين العاملين, و ضعف الطلب , الشئ الذي سوف يدفع بعد ذلك هذه الدول التي عرفت الثورة الصناعاية, الى البحث عن اسواق خارجية, من جل تسويق الفائض من منتجاتها, و كان هذه احد اهم اسباب بداية ما يعرف بالحملة الامبريالية’ الى ادت الى سقوط عدة دول في قبضت الاستعمار الغربي .
تعليقات
إرسال تعليق